في فجر كل يوم جديد، يتنفس هذا الوطن ما يفوق الـ 7 ملايين شغف، مستقبلٌ يقود مستقبلا وحلمٌ يرسمه واقع مشرق. ذكريات الطفولة لا تكاد تفارق مخيلتي وأنا ابن العاشرة من عمري في صفوف مدارس الثغر النموذجية بجدة، إذاعة الصباحِ كانت منبري للدنيا وبوابة للعبور مني إلى كل روح يصلها صوتي وكلماتي. كانت تلك المنصة المربعة رغم محدوديتها، مساحة شاسعة تتشرب جموح تطلعاتي للمستقبل، وخشبة مسرح تقارع أعتق مسارح الأوبرا العالمية. لم تكن تلك النغمات الفنية حينها تطرب مشرف الصف وهو يطرق باب فصلنا منادياً كعادته عدداً معرفاً من الطلاب للمشاركة في مسابقة دولية أو تكريمهم لإنجازاتهم الأكاديمية. كنت أشعر أنني أحوم في مدار مفرغٍ من كل اهتمام مقيد الشغف مثقلاً بسؤال اقض مضجعي، ما هي الموهبة؟
تجيبني الجمعية الوطنية الأمريكية للأطفال الموهوبين أن الموهبة هي تلك القدرة الاستثنائية في الإنجاز والتفوق في مجالات الإبداع أو الفنون أو القيادة أو في أيٍ من المجالات الأكاديمية المتخصصة، بمعنى أن الموهبة لا تخضع للخارطة الأكاديمية وحدها إنما تسع كل الإبداع الذي تترجمه لوحة فنية، هيكلة معمارية أو قصيدة عامودية.
يعيش أطفالنا حالة من الرهاب النفسي والضغط الاجتماعي المستمر للتشكل التعسفي في قوالب الموهبة الضيقة التي لا تسعهم في الغالب، ويقود المفهوم السائد بعض المعلمين والمجتمع إلى تعزيز تلك التعاريف المحدودة في التميز العلمي والتفوق الدراسي فقط، مما ساهم في تحجيم اللامحدود من الإبداع وخنق منافذ التغذية الصحية للموهبة وتخريج جيلٍ مقبور الملامح والهوية.
إذاً، فالموهبة وطن كبير يسع الجميع، ورمزية نضج فكري واجتماعي تنعكس اقتصادياً وثقافياً على الأوطان ولغة موحدة تتحدثها الشعوب. هي حراك تنموي يساهم في توطين المعرفة وتصدير التميز للعالم، لذلك أعتقد أن الوقت قد حان كي يؤذن لعصر جديد يواكب الحراك النوعي والرؤية السامية التي تقودها الدولة نحو الإبداع، من خلال برامج وطنية داعمة تساهم فيها المؤسسات التعليمية لدعم الإبداع بشتى صنوفه وتعاريفه، نمكن بها المعلم كي يكون قناة اكتشاف وتطوير ونثقف الأسر كي يكونوا حاضنات محفزة للاستمرار والنجاح. هذه الساعة الذهبية تدق أجراسها في كل ثانية لتُعْلمنا أن موهبة واعدة تعيش بيننا، لذلك كن عين اليوم لرؤية الغد، وأبدأ في حدود فصلك أو منزلك، أو ربما في حدودك أنت، فقد تجد فيك طفلًا ضل طريق موهبته بالأمس يبحث عن بداية جديدة اليوم.
Hashemdagh@
تجيبني الجمعية الوطنية الأمريكية للأطفال الموهوبين أن الموهبة هي تلك القدرة الاستثنائية في الإنجاز والتفوق في مجالات الإبداع أو الفنون أو القيادة أو في أيٍ من المجالات الأكاديمية المتخصصة، بمعنى أن الموهبة لا تخضع للخارطة الأكاديمية وحدها إنما تسع كل الإبداع الذي تترجمه لوحة فنية، هيكلة معمارية أو قصيدة عامودية.
يعيش أطفالنا حالة من الرهاب النفسي والضغط الاجتماعي المستمر للتشكل التعسفي في قوالب الموهبة الضيقة التي لا تسعهم في الغالب، ويقود المفهوم السائد بعض المعلمين والمجتمع إلى تعزيز تلك التعاريف المحدودة في التميز العلمي والتفوق الدراسي فقط، مما ساهم في تحجيم اللامحدود من الإبداع وخنق منافذ التغذية الصحية للموهبة وتخريج جيلٍ مقبور الملامح والهوية.
إذاً، فالموهبة وطن كبير يسع الجميع، ورمزية نضج فكري واجتماعي تنعكس اقتصادياً وثقافياً على الأوطان ولغة موحدة تتحدثها الشعوب. هي حراك تنموي يساهم في توطين المعرفة وتصدير التميز للعالم، لذلك أعتقد أن الوقت قد حان كي يؤذن لعصر جديد يواكب الحراك النوعي والرؤية السامية التي تقودها الدولة نحو الإبداع، من خلال برامج وطنية داعمة تساهم فيها المؤسسات التعليمية لدعم الإبداع بشتى صنوفه وتعاريفه، نمكن بها المعلم كي يكون قناة اكتشاف وتطوير ونثقف الأسر كي يكونوا حاضنات محفزة للاستمرار والنجاح. هذه الساعة الذهبية تدق أجراسها في كل ثانية لتُعْلمنا أن موهبة واعدة تعيش بيننا، لذلك كن عين اليوم لرؤية الغد، وأبدأ في حدود فصلك أو منزلك، أو ربما في حدودك أنت، فقد تجد فيك طفلًا ضل طريق موهبته بالأمس يبحث عن بداية جديدة اليوم.
Hashemdagh@